محمد فال بن باب

اثنين, 08/24/2015 - 17:15

هو الإمام الحجة المربي النفاع الفقيه الأصولي الطبيب الماهر السيد محمد فال

بن باب بن أحمد بيبه بن عثمان بن سيدي محمد بن عبد الرحمن بن الطالب 

محم بن محمد بن ابيج. ولد في الضاحية الشمالية الغربية من بحيرة اركيز 

بأرض الكبلة في مكان يعرف الآن ب"بوعكال" وفي ذلك يقول: 

وكان العقل لي وطنا قديما وميلادي بجنب أبي عقال 

ونستشف تحديد مكان ولادته من المساجلة الشعرية التي جرت بينه مع القاضي 

محمد عبد الله بن ففا1 الذي يقول:

فمن  ذو عقال كان مسقط رأسه  فلا يذكر البترا بشعر ولا نثرا 

وقد رد عليه محمد فال بن باب بقوله:

لقلب أخى الأشواق ذكر ولا حجرا وما يذكر الإنسان فهو به أدرى 

إلى أن يقول:

بعاقل ذي عقل ولا ضائق صدرا 

ولا هو طبعا مرأة تكره الضرا 

وما ذو عقال عن محبة غيره

ولا القلب عن حب المواطن ضائق 

أما تاريخ ميلاده فقد أجمع من ترجم له بأنه ولد سنة 1265 هـ وقد تربى في 

بيت علم وأدب تحت رعاية وعطف أبويه الذين لم يتجاوزا معه الثانية عشر من 

العمر، في محيط من العلم والعلماء بين رفوف مكتبة والده التي تحوي من 

نفائس الكتب ما يزيد على عشرين كتابا، منها ما لا يوجد في غيرها آنذاك2.

وكان والده القاضي بابه بن احمد بيبه ت 1277 هـ من أكابر فقهاء عصره 

الذين عليهم المعول وإلى قولهم المرجع في مشكلات العلوم وعويصات المسائل 

وهو الذي يقول فيه الشاعر محمذن بن سيد أحمد المالكي3: 

1 ـ عالم جليل وشاعر مفلق توفى سنة 1362 هـ.

2 ـ راجع ترجمة المؤلف في مقدمة تحقيق شرحه لمرتقي الأصول، رسالة تخرج من المعهد العالي 

للدراسات والبحوث الإسلامية سنة 1986ـ1987/ للسيدين محمد سعيد بن بدي وعبد الله بن اسلمو.

3 ـ توفي في القرن 13 هـ.

أيامن إليه المشكلات تؤب ومن هو إن  ضل الهداة مصيب 

حفظ محمد فال بن بابه القرآن وهو ابن ثمان سنين على المختار بن محمد4 

وعنه تلقى مبادئ النحو واللغة والفقه ثم رحل لطلب المزيد فاتصل بالعلامة 

المدرس المختار بن أبيه الجكني5 الذي درس عليه النحو وعنه ذهب إلى 

محظرة ابن عبدم الفاضلي6 ومكث في محظرته ستة أشهر قرأ على شيخها 

أطرافا من الفقه وتوسع في معرفة النحو ثم رجع إلى الأهل حيث اتصل بشيخه 

العلامة المصطفى بن أحمد فال العلوي7 وقرأ عليه الفقه قراءة معمقة وحفظ في 

هذه المدة مختصر الشيخ خليل بن إسحاق ورسالة ابن أبي زيد القيرواني8 

وتلقي القراءة عن العلامة محمد عبد الله بن اكتوشن العلوي9 ولا يبعد أن يكون 

قرأ على مأمون بن محمد لمين10.

وبعد هذا سافر إلى محظرة أهل محمد بن محمد سالم11 فمكث هنالك مدة 

يحضر دروس شيخها ويستمع تكرار الطلبة بها فأعجب به الشيخ محمد 

وتوطدت علاقته بابنه العلامة أحمد الذي كان يثنى عليه ويقول عنه إنه جمع 

بين التدريس والفتوى، ولم تقف رحلته العلمية عند هذا الحد بل ظل يتنقل بين 

أعلام عصره يكرع في حياضهم ويتروى من سلسبيل معينهم يأخذ ويعطي إلى 

أن أحاط علما بجميع المعارف السائدة في عصره وزاد هو بمعرفة فنون وعلوم 

ما كانوا يعرفونها ليصبح في طليعة علماء عصره. وبعد هذا كر راجعا إلى 

بلاده ومسقط رأسه فقرأ المنطق على شيخه العلامة أحمد بن بدي12 وأخذ عنه 

الطريقة التجانية وسنه إذ ذاك دون العشرين فمكث في صحبته عشرين سنة 

4 ـ توفى نهاية القرن 13 أو بداية القرن 14.

5 ـ توفي بداية القرن 14.

6 ـ فقيه ونحوي متميز من قبيل أولاد ديمان له طرة على ألفية ابن مالك توشيح على نظم البدوي 

(700) بيت ونظم العروض وأنظام نحوية كثيرة وهو دفينة مقبرة تافرنانيت في منطقة اركيز توفي 

7 ـ فقيه متميز من قبيلة ادوعل أخذ الأصول على محنض بابه بن اعبيد له التحفة شرح انكحة 

مختصر خليل وشرح نظم المفيد في القفه لابن الخرشي التندغي وكتاب مقنص الشوارد كان من 

العلماء العلويين الذين حضروا مجلس سيدي بن محمد لحبيب في شأن الشيخ سعد بوه، توفي 1285 

سنة 1286 هـ.

هـ.

8 ـ آخر المتقدمين من المالكية ت 360 هـ.

9 ـ توفي بداية القرن 14.

10 ـ توفي سنة 1317 هـ.

11 ـ توفي سنة 1302 هـ.

12 ـ قال عنه عبد الوهاب بن منصور في كتابه أعلام المغرب العربي ج8 ص180: فقيه صوفي من 

أعلام قبيلة ادوعل كان ذكيا نبيها مولعا بمطالعة الكتب خلف والده علما وعملا وتربية، برز في الفقه 

وانتهت إليه الفتوى فيه وله مؤلفات متنوعة المواضيع توفى سنة 1322 هـ.

يربيه ويتهذب على يديه، وبعد هذه المدة أجازه في تلقين الأوراد وأذنه في 

التصدر لإرشاد الخلق، وقد أجازه الشيخ المرشد الناسك سيدي المختار بن 

محمذن بن بابانا13 بثبت الحافظ المسند الراوية صالح الفلاني العمري14 

بروايته له عن الشيخ الكبير حسان الطريقة التجانية محمدي بن سيدي عبد 

الله15 الملقب بدي عن البدر المنير والكوكب الساطع سيدي الشيخ محمد الحافظ 

بن المختار لحبيب عن صالح المذكور لما لقيه في حجته بالمدينة المنورة سنة 

1217 هـ كما أمره شيخه أحمد بن بدي السالف الذكر بالتصدر للتدريس 

والفتوى فقبل ذلك بعد امتناع.

وفي سنة 1306 هـ سافر في رحلته المشرقية لتأدية مناسك الحج والزيارة وقد 

أرخ لرحلته بقوله على طريق الرمز بنقط الحروف: 

وعام شروق قد خرجنا لمشرق وإن تردا لدنيا فعام قروش

فركب السفينة البحرية من دكار بالسنغال وهو أول من سافر في البحر من أهل 

هذه المنطقة ـ حسب علمنا ـ وقد حضر لوداعه جماعة من إخوانه وأحبائه 

وأشفقوا عليه من ركوب البحر وتألموا لفراقة كثيرا فقال في وصف تلك الحالة:

باسم المهين مجراه ومرساه 

تلقي المراسي بالألواح أعلاه 

بالنفخ في الصور يمناه ويسراه 

أن لا نجوز مدى الأيام مرءاه

بين الأحبة والأهلين مثواه 

أقول إذ ضم سطح الفلك جملتنا 

وقامت السود للأمراس تجذ بها

من بعد ما كرر الإعذار سائسه

وفي الأحبة بعض كان يعجبه 

فليحزن إن كان لطف الله خص بمن 

13 ـ ت في سنة 1299 هـ خليفة سيدي مولود فال اليعقوبي وكان رحمه الله رمزا للعلم والصلاح 

14 ـ صالح بن محمد بن نوح بن عبد الله العمري المعروف بالفلاني عالم بالحديث مجتهد من فقهاء 

15 ـ قال عنه صاحب الوسيط: كان وحيدا في العلم والصلاح وله اليد الطولي في العربية والفقه 

والبلاغة وكان غاية في جودة الشعر ولولا ما هو متصف به من العبادة والإشتغال بطريق الصوفية 

ما اشتهر في قطره أحد سواه بالشعر، وقال عنه سيدي العربي بن السائح في كتاب البغية في ترجمة 

التجاني بن بابه: وأخذ الطريقة عن العلامة الأوحد الفاضل الأمجد أبي عبد الله سيدي محمد المدعو 

محمدي الملقب بالخليفة لقيامه بالخلافة في إعطاء الطريق، بعد وفاة شيخه سيدي محمد الحافظ رضي 

الله عنه وله خمسة جدود كل واحد منهم أعلم أهل زمانه اهـ، توفي رحمه الله سنه 1264 هـ.

والامتثال والاجتناب.

المالكية من أهل المدينة المنورة وكانت وفاته بها 1218 هـ.

16 ـ انظر الديوان بتحقيق الأستاذ السيد بن أحمد (المدرسة  العليا للأساتذة)

إن الذي رد موسى سوف يرجعنا حتى تقر بعيد العود عيناه16 

فسلمه الله تعالى من عوائق السفر حتى وصل للديار الحجازية فحج وزار 

ومكث بالمدينة المنورة إحدى عشر ليلة وقد أشار إلى مدة مكثه في طريق 

الرمز بنقط الحروف بقوله: 

بطيبة كانت لنا بأي ليـلـة زمن 

أي كما كانت كذا يا ليتها كانت كمن 

ولما أزمع على الفراق قال يتحسر عليها ويبدى شدة شغفه وولوعه بها للإقامة 

فيها:

وللقبة الخضراء قلبي جانح 

يواجه أركان الهدى ويصافح 

وللقلب خفق والدموع سوافح 

لسالت بماء الشؤن منى الأباطح 

بذاك الحمي والعهد إني لرابح 

مضيت مع الركبان لما تحملوا 

وللصخرة الحمرا التي من غدا بها 

فللوجه والليتين منى تلفت 

فلو كنت قدرت الهوى ثم قدره 

بنفسي ومالي لو شريت بوقفة 

ويوم به ظللناه صالح 

قليل به بتناه ليل مسرة 

وقد قيد مشاهده في رحلة دونها وذكر فيها ما لقي من الأعلام وما أطلع عليه 

من غرائب الكتب يريد منها أن تكون تذكرة ودليلا للمسافرين إلى الحج تعينهم 

على معرفة الطريق وتجنب عقباتها17.  ومرفي عودته من الحج بالمغرب 

ومكث فيه شهورا حظي فيها بزيارة الشيخ سيدي أحمد التجاني رضي الله عنه 

بفاس حيث يقول في ذلك:

17 ـ حقق هذه الرحلة الأستاذ محمد فال بن شماد قال بها إجازة المتريز من المدرسة العليا للأساتذة.

فأوف لنا كيل القرى وتصدقا 

ولا راضيا مليء الإناء ولا السقا

تطبق من قاف لقاف فنغرقا 

مساكين أبناء السبيل ضيوفكم 

فما أنا منكم بالقليل بقانع 

ولكن أرجي من بحارك فيضة 

وحضر في فاس بعض الدروس التي تلقى في جامع القرويين وتعرف على 

بعض كبار الأعلام فيها، ومن فاس رجع إلى رباط الفتح ملقيا عصي تسياره 

في حضرة الفقيه الأجل أوحد أهل زمانه في حل مشكلات العلوم العقلية والنقلية 

سيدي العربي بن السائح العمري18 وقد فرح بورود صاحب الترجمة عليه 

وأقام في جواره مدة يحضر دروسه في صحيح البخاري وشمائل الترمذي 

ويخصه من بين الواردين عليه بالتقريب، ويلقى إليه ما لا يلقي إلى غيره، وكان 

محمد فال بن بابه قد عرف سيدي العربي بن السائح قبل لقيه بواسطة كتابه 

بغية المستفيد الذي شرح به نظم التجاني بن بابه ـ الأخ الأكبر لمحمد فال ـ 

المسمى بمنية المريد، وقد وصلت نسخة من هذا الشرح مخطوطة إلى البلاد قبل 

سفر صاحب الترجمة إلى المشرق بمدة طويلة وقرظه آنذاك بقطعة مطعلها: 

حورا تراءت للعيون فباشرا خمر الهوى منها العقول وخامرا 

وفي الفترة التي قضي مع سيدي العربي في الرباط توطدت علاقة محمد فال 

بأكابر العلماء من تلامذته مثل العلامة سيدي عبد الله التادلي19 والعلامة سيدي 

أحمد بن موسى20 والعلامة الأديب الكاتب سيدي أحمد جسوس21 فكان بعد 

18 ـ قال عنه الحاج أحمد سكيرج: هو العارف الذي جرت ينابيع المعارف من صدره، البحر 

المتلاطمة أمواج علمه وسره الولي الشهير والقدوة الكبير العارف بالله والدال عليه في سره ونجواه 

أبو المكارم الشيخ سيدي محمد العربي بن السائح الشرقي العمري نسبة التجاني مشربا توفي سنة 

1309 هـ، انظر كشف الحجاب عمن تلاقى مع الشيخ التجاني من الأصحاب، ص213 إلى 225.

19 ـ توفي سنة 1336 هـ.

20 ـ توفي سنة 1328 هـ.

21 ـ توفي سنة 1331 هـ 

رجوعه إلى وطنه واستقراره ببلاده يراسلونه ويراسلهم. 

ولما عزم على العودة إلى بلاده والتوجه إلى مسقط رأسه أسف على مفارقة 

سيدي العربي بن السائح أسفا شديدا فقال يصف طيب مقامه في جواره وغبطته 

به:

يسلى عن الأهلين والأوطان 

تمرر عليه حلاوة الوجدان 

هذا مقام لا يمل به الثوى

من ضل فيه ركابه مهما يجد 

وهكذا رجع محمد فال بن بابه إلى بلاده ومسقط رأسه وتفرغ لنشر العلم 

ومعالجة المرضى وذوو العاهات وتربية المريدين بالتصوف النقي المحررة 

قواعده وأصوله على ضوء الكتاب والسنة وأخلاق السلف الصالح من القرون 

الخيرية.

مكانته العلمية:

لقد جمع صاحب الترجمة من فنون العلوم وأنواع المعارف والثقافات المتنوعة 

ما لم يجتمع لدى غيره من علماء عصره كما سبق أن ذكرنا فقد كان فقيها 

ضليعا متبصرا ومحدثا ومفسرا وأصوليا بارعا ومؤرخا لا نظير له في معرفة 

التاريخ وصوفيا أصيلا، وشاعرا فذا مقتدرا، وطبيبا حاذقا وله مع ذلك مشاركة 

في علوم الأقدمين من الهندسة والحساب فكانت لديه نسخة من كتاب اقليدس22 

في الهندسة يطالعها في بعض الأحيان ويفك رموزها. وسأفصل القول هنا في 

تعامل العلامة محمد فال بن باب مع أهم العلوم المتاحة في بلده بطريقة لم أرها 

22 ـ فيلسوف رياضي يوناني، شيخ افلاطون، وهو أبو الهندسة ذات البعدين.

منثورة قبلي عند من ترجم له لنتبين منها المكانة العلمية السامية لهذا الطود 

الشامخ. 

1ـ القرآن: 

كانت لصاحب الترجمة عناية فائقة بكتاب الله تعالى، عالما بمعانيه ووجوه 

قراءته وإعرابه، وقد اجتمع لديه جمهرة كتب أئمة المفسرين وله ولوع خاص 

بتفسير الإمام المجتهد محمد بن جرير الطبري23 وتعجبه طريقته في التفسير 

لأنه يفسر القرآن بالأحاديث والآثار المروية عن الصحابة والتابعين، وكان يلقي 

منه دروسا على الناس في شهر رمضان. ومن آثار عنايته بكتاب الله أنه هو 

أول من انتبه من أهل هذه البلاد لفساد الضاد المقروء بها هنا، وأشار إلى ذلك 

السيد أحمد بن الأمين24 في كتابه الوسيط في تراجم أدباء شنقيط25 بقوله "كل 

أهل شنقيط ينطق بالضاد الموجودة في مصر وغيرها سوى العلامة اللقن الفهم 

محمد فال بن بابه حفظه الله فإنه ينطق بها قريبة من الظاء المألوفة وكان أحدث 

القراءة بهذه الضاد بعد أن رجع من الحج في آخر أيام السلطان مولاي الحسن 

رحمه الله وقد أنكر عليه بعض أهل شنقيط ذلك، وقدمت من القسطنطينية سنة 

1319هـ فاجتمعت ببعض فضلاء الشام فذكر أن الفقيه الصالح عبد الحكيم 

الأفغاني26 رحمه الله ذكر أن الضاد التي ينطق بها الدمشقيون وغيرهم غير 

صحيحة منكرين ذلك عليه فقلت لهم هذا الذي قال قال به أحد علمائنا أعني 

محمد فال المتقدم وهو ظاهر ما في الكتب ـ إلى أن قال ـ والحاصل أن هذه 

23 ـ محمد بن جرير بن يزيد الطبري أبو جعفر المؤرخ المفسر الإمام ولد في آمل في طبرستان 

واستوطن بغداد وتوفي بها، عرض عليه القضاء فامتنع، والمظالم فأبى، له جامع البيان في تفسير 

القرآن يعرف بتفسير الطبري، وله غيره، كان مجتهدا في أحكام الدين لا يقلد أحدا، توفى سنة 

24 ـ قال عنه أحمد بن منصور في كتابه أعلام المغرب العربي 8/241 ـ عالم كبير وأديب شهير 

من خيرة من انجب إقليم شنقيط من العلماء والأدباء ولد به عام 1289 هـ وتلقى العلم في محاظره، 

إلى أن يقول: كان عالما جليلا كثير الدراية واسع الإطلاع، آية في الأدب يستحضر مسائله وقضاياه 

فصيحا بليغا قوي الذاكرة يملي من حفظه كثيرا من غرر القصائد التي نظمت في الجاهلية، ماهرا في 

النحو واللغة، مستحضرا الشواهد والنوادر، وهو إلى ذلك فقيه متمكن عارف بأحكام المذهب المالكي 

والنوازل الشرعية، ذا دراية بالتعاليم الصوفية، توفي  18/09/1331هـ الموافق 21/08/1913م 

وعمره يناهز 42 عاما. وقد ذكر الأستاذ الدكتور/ محمد المختار ولد اباه أن تاريخ ميلاده 1280هـ 

1310.

وقال إن عمره ناهز الخمسين. انظر الوسيط ص4.

25 ـ انظر كتاب الوسيط ص 515.

26 ـ عبد الحكيم الأفغاني القندهاري، فقيه حنفي ورع، من الزهاد، سكن دمشق وتوفي بها كان ياكل 

من عمله، ولا يقبل من أحد شيئا وعرف الناس فضله فأقبلوا على تلقي الفقه والحديث عنه ت 

1326.

الضاد المألوفة عندي وعند غيري غير صحيحة لأنها تباين وصفها الذي 

وصفها به سيبويه27.

2ـ السنة النبوية:

 عاش المترجم في عصر فترت فيه الهمم وضعفت العزائم واستولي 

على الناس الجمود واستحكم فيهم التقليد والتعصب للفروع وفقدت الأمة الهداية 

بالكتاب والسنة واكتفى الناس بحفظ المختصرات الخالية من الدليل وشاع بينهم 

أن الفقيه يحرم عليه الاستدلال بالأحاديث النبوية ما دام لم يصل إلى درجة 

الاجتهاد، فكانت لدى صاحب الترجمة مجموعة من كتب السنة قدم ببعضها من 

رحلته المشرقية مثل سنن الترمذي الذي كتب على أول ورقة منه هذه العبارة 

"ملكت هذا الجزء والذي يليه لولدي عبد الله28، وكتب محمد فال بن باب"29 

كما كانت لديه نسخة من فتح الباري شرح صحيح البخاري للحافظ بن حجر 

العسقلاني30 وهي أول نسخة مطبوعة وصلت منه إلى هذه البلاد، وكان قد 

عكف على قراءتها ليلا ونهارا يطالعها في النهار بنفسه فإذا جاء اليل أمر بنار 

توقد أمام البيت ويقرأها له أحد الطلبة على ضوءها، وله انظام قيد بها بعض 

فوائد الشرح المذكور، وله تعاليق وتصحيحات كتبها بهوامشه31.

27 ـ هو أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر الملقب سيبويه برع في النحو واللغة وألف في النحو كتابه 

المشهور وصار النحاة بعده عالة عليه. انظر ترجمته في: سير أعلام النبلاء للذهبي 6/238 البداية 

28 ـ فريد عصره ووحيد دهره علما وحلما وحكمة وأخلاقا عبد الله نجل محمد فال بن بابه وخليفته، 

أخبرني محمدي بن محمد الحافظ قال لي إن العلامة العابد محمدو بن محم أخبره بأن اثنين من 

العلويين انطبق عليهما قول الله تعالى: (وألقيت عليك محبة مني) وهما: محمد سعيد بن الطلبه وعبد 

الله بن محمد فال بن بابه، وهو أول من أخذ عنه والدي السيد محمد مختار بن دهاه الطريقة التجانية 

والنهاية لابن كثير 10/176.

توفي سنة 1375هـ.

29 ـ الكتاب موجود في مكتبة أهل اباه في النباغية.

30 ـ هو الحافظ الحجة أبو الفضل أحمد بن علي المعروف بابن حجر العسقلاني أملى ما ينيف على 

ألف مجلس من حفظه واشتهر ذكره، وبعد صيته وارتحل الأئمة إليه وتبجح الأعيان بالوفود إليه 

وكثرت طلبته حتى كان رؤس العلماء من كل مذهب من تلاميذته وأخذ الناس عنه طبقة بعد أخرى 

وألحق الأبناء بالأباء والأحفاد بالأجداد ولم يجتمع عند أحد مجموعهم، ألف مؤلفات كثيرة زاد عددها 

على 150 كتابا معظمها في علوم الحديث، ومن أشهرها فتح الباري شرح صحيح البخاري. توفي 

سنة 852 هـ. راجع شذرات الذهب ج7 ص27.البدر الطالع للشوكاني ج1 ص87. معجم المؤلفين 

ج2 ص20.

31 ـ النسخة موجودة في مكتبة أهل اباه في النباغية.

وكان يكره الجمود ويعيبه وينفر منه في شعره ويحض على التبصر وربط 

الفروع بالأصول مثل قوله:

أمرت بأخذ الفرع وصلا بأصله

لدى جامع العلم الشريف وفضله 

ولست بنا في الفرع أصلا وإنما 

كما لابن عبد البر جاء مبينا 

ووقف إلى جانب الشيخ سيديا باب بن الشيخ سيديا مؤيدا ومدافعا عنه في دعوته 

إلى الرجوع إلى منابع الشرع الأصلية من الكتاب والسنة ونظم في الدفاع عنه 

قصيدته المشهورة الرائعة التي يقول فيها:

تتبع آثار النبي وفعله 

على الشيخ قد عاب الغبي لجهله 

وما في كتاب الله بالنص محكما 

وما صح من تقرير خاتم رسله 

لما صح من معني الدليل ونقله 

كما زيد من نقط الكتاب وشكله 

ولن يضل المستمسكون بحبله 

سوى سوء فهم المذهبي وجهله 

لمن يدعى علما وليس من أهله 

وما قال جمهور الأئمة تابعا 

وما سنه خير العباد مبينا 

وإن هدى الله العظيم هو الهدى 

فما جئ من بعد النبي بناسخ 

بدولة حكم الجهل يدعن عالم 

ولم يستبعد البعض32 أن تكون صداقة محمد فال بن بابه مع الشيخ سيديا إحدى 

عوامل دعوته إلى التبصر وربط الفروع بالأصول إلا أننا نرى أن محمد فال 

رغم مناصرته لبابه كان يختلف عنه  لأنه لم يعرف له في ممارساته خروج 

عما اشتهر من فروع المذهب خلافا لبابه لكنه كان مصرا على الإطلاع على 

أصول هذه الفروع.

3ـ علم الكلام:

32 ـ la littérature Juridique et l'évolution du Malikisme en Mauritanie pages 

221.

 له فيه تقاييد وأوضاع أبان بها بعض مبهماته وكشف النقاب عن بعض 

مسائله التي ثار حولها خلاف حاد بين أهل عصره، وكان يدعو إلى اقتفاء آثار 

السلف الصالح من القرون الخيرية في العلم والآداب والمعتقد ويرى رأيهم في 

المتشابه من الكتاب والسنة من أن الواجب هو الإيمان به كما جاء وإمراره على 

ظاهره من غير تشبيه ولا تعطيل، وله في ذلك نظم مشهور متداول عند الناس 

وهو قوله:

وفي الحديث احذر من التأويل 

لاجماع فيه بالنصوص الواضحه

من غير تشبيه فغير ضائر 

ولم يك الكيف من المعقول 

والقول بالجهة عنه نائي 

فقف مفوضا مع المنقول 

وليس في معرفة بها طمع 

وليس ثم غير الاشتراك 

في غير ذاك متباينان 

قال يدا مثل يد به خذي 

ومن غدا لنهجه من تابعي 

على مراد الله نومن به 

على مراد أفضل العبادي 

في موهم التشبيه في التنزيل 

فاصرفه عن ظاهره كالجارحه 

أما بقاءه على الظواهر 

كالاستواء ليس بالمجهول 

وقل على العرش وفي السماء 

ولم يكن ذلك بالمعقول 

وصفة الإله للذات تبع 

وصفة الحادث بالإدراك 

لفظا فقط لا غير والوصفان 

وقول اسحاق المشبه الذي 

وحسن في ذاك قول الشافعي 

ما في كتاب الله من مشتبه 

وما يكون في كلام الهادى 

في مثل ذا أن يعرفوا مراده 

ولم يكلف ربنا عباده 

4ـ علم أصول الفقه: 

هذا ومع تفوق محمد فال بن بابه في معرفة علم الأصول، وانفراده من 

بين أهل منطقته باتقانه فإنا لم نعرف له شيخا فيه وإن كان من المحتمل أن 

يكون قد تلقي مبادئه على شيخه المصطفى بن أحمد فال رغم أن هذا الشيخ لم 

يشتهر بتدريس الأصول في تلك الحقبة مما جعلنا نرجح أنه اعتمد فيه على 

مواهبه واستعمل في معرفته ملكته الخاصة فقد كان حسبما نقل عنه معاصروه 

وتلامذته الذين خالطوه وعرفوه عن كثب معروفا بجودة الفهم وقوة الضبط 

وسيلان الذاكرة ذا ملكة راسخة وعارضة قوية وفهم لا يتطرق إليه الخطأ 

ويقول مخبرا عن نفسه بأنه ما حفظ شيئا فنسيه33. فترجح لدينا بجميع هذا أنه 

جمع ما تيسر له جمعه والحصول عليه من كتب الفن وبالخصوص موافقات 

الشاطبي الذي أتي بنسخة منه مطبوعة في عودته من سفره إلى الحج وأقبل 

على دراسته وتفهمه وتحرير مسائله حتى برع فيه وبلغ شأوا لم يبلغه غيره 

ووصل فيه إلى درجة من التحقيق لم يصلها سواه فحاز لواء تجديده في منطقته 

ونشره بعد طيه وجدده بعد اندراسه، فكان كل من يرغب في دراسته يأتي إليه 

ويقرأ عليه، وكان يدرس كتبه المتداولة كلها كمراقي السعود لسيدي عبد الله بن 

الحاج إبراهيم وكتاب مرتقى الوصول لأبي بكر محمد بن عاصم والكوكب 

الساطع لجلال الدين السيوطي وغيرها من المتون. ويروي عنه تلميذه القاضي 

محمد عبد الرحمن بن السالك34 رحمه الله تعالى أنه كان يقول لطلبته على 

وجه النصيحة والإرشاد لهم أن من لا يعرف الأصول لا يتذوق الفقه ولا ترسخ 

فيه قدمه35، وقد خاطبه تلميذه هذا بقطعة جعلها تقريظا لشرحه على المرتقى 

يقول في أولها:

فنعم أصول علمك والفصول 

فأصبح لا يعوز له الوصول 

أصولك يا إمام هي الأصول 

أضأت بها أصول فقه أصبحي 

33 ـ راجع ترصيع اللآل في مناقب سيدي محمد فال / مخطوط.

34 ـ العلامة المتمكن القاضي النوازلي محمد عبد الرحمن بن السالك بن بابه كانت له اليد الطولي في 

الفقه والتصوف وتدل فتاويه على استيعابه لمذهب الإمام مالك كما كان شاعرا مجيدا عالما بالأنساب 

توفي سنة 1398هـ

35 ـ ترصيع اللآل/ مصدر سابق.

5 ـ الفقه:

له فيه اليد الطولي والفهم المصيب وكان يقول عن نفسه: أنا لست فقيها 

ولكني أعرف الصناعة، وهذا يقوله على سبيل التواضع وهضم النفس وإلا فقد 

أجمع معاصروه من الأعلام الكبار بأنه برز في معرفة المذهب واستحضار 

شوارد فروعه، فكان العلامة محمد المختار بن أحمد فال يقول فيه "لولا اشتغال 

محمد فال بالتصوف لكان من أضراب القاضي عياض"36 وقد شرح بيوع 

مختصر خليل شرحا استوعب فيه النقل وقال إنه عرف أن شراح المختصر قد 

استوفوا النظر لأنه حاول أن يقف على مسألة أو فرع غريب لم يذكروه ليودعه 

في شرحه المذكور فلم يقف عليه، هكذا يروي تلميذه القاضي النوازلي محمد 

عبد الرحمن بن السالك والذي قال عنه أيضا إنه وضع له خطة ورسم له منهجا 

يتبعه في فتاويه وأجوبته فقال له "النسع تنكص إلى لوتد" وقال له أيضا: "القول 

لا بد أن يعرف أول من قاله" ومعني الكلمة الأولى أن النسعة وهي الحبل الذي 

يشد به طنب الخيمة يكون رأسه فيها وطرفه مشدود في الوتد ومعنى هذا أن 

القول لا بد أن يساق حتى ينتهي إلى المجتهد ولا يكتفي المفتي بأقوال من دونه، 

ومعنى الكلمة الثانية أن القول لابد أن يبحث عن أصله وعن أول من قال به 

ليعلم هل هو ممن يقلد في دين الله أم لا؟. ويروى عنه أيضا أنه قال له إن قراء 

مختصر خليل لا ينفعون في النوازل لأنهم لا يقفون إلا مع النص، ومعنى هذا 

عنده أن من اقتصر على معرفة ما في المختصر ولم تتسع دائرته في المطالعة 

لا يمكن له الفتوى في دين الله تعالى لأنه لا يقدر أن يتجاوز ما في المختصر 

إلى غيره فيبقى محصورا في دائرته. ومن عادته الغالبة عليه أنه لا يتكلم في 

المسائل التي تنزل ويسأل عنها إلا بعد تمهل وتأن وإعمال فكر وروية، ولكنه 

إذا تكلم يكون إلى قوله المرجع، ولا يعتمد في الإفتاء إلا على كتب الأقدمين 

لأنهم اغزر علما وأوسع دراية.

36 ـ تقدمت ترجمته.

6ـ التاريخ: 

كانت له عناية فائقة بالتاريخ الإسلامي عموما وتاريخ بلاده على وجه 

الخصوص وله أنظام أرخ فيها لوفيات طائفة من أعلام البلاد كما ألف في 

تاريخها كتاب "التكملة" تكلم فيه على إمارتي لبراكنه واترارزة يذكر كل أمير 

ويستطرد وقائعه ومن مات في عصره من الأعلام وقد سمعت أن هذا الكتاب لم 

يكتبه وإنما أملاه من حفظه على بعض طلبته وكانت تحت يده نسخة من كتاب 

"الوسيط" بعثه له مؤلفه من القاهرة عند طبعه وقد ملأ هوامشه تصحيحا وتعقيبا 

واستدراكا على مؤلفه وتنبيها على الأوهام التي وقعت له وتوجد هذه النسخة في 

مكتبة العلامة محمد فال بن عبد الله شيخ محظرة النباغية. 

7ـ الطب:

عكف المترجم على قراءة كتب الطب ودراستها حتى برع فيه وبلغ الغاية في 

تشخيص العلل ومعرفة الأمزجة وما يصلح لكل منها، فكان يصنع الأدوية 

والعقاقير من النباتات والأعشاب، حتى صار مفزع الناس يفزعون إليه في 

البلوى كما يفزعون إليه في الفتوى، وشفي الله علي يديه وبفعل خبرته أناسا 

كان قد انقطع الأمل منهم ومن شفائهم ووجد في كتبه التي كانت تحت يده رزما 

من الورق كبيرة كلها بخطه قد قيد فيها أسماء العلل وأدويتها وربما يكتب النص 

الفرنسي للدواء وكيفية المعالجة به ويكتب ترجمته بالعربية بإزاءه، وكان يبعث 

إلى أناس في زمنه لهم معرفة باللغة الفرنسية يترجمون له الأدوية كالنائب 

البرلماني أحمد بن حرمة رحمه الله تعالى. 

وقد قدم من رحلته المشرقية بكتب من أحدث ما ألف في الطب في ذلك العهد، 

وقال في رحلته إنه نصحه أحد الأطباء من أهل المشرق وقال له إذا أردت 

الطب فعليك بكتب الأفرنج37، وذكر صاحب الوسيط أنه حضره ينوم المريض 

"بالبج" إذا أراد أن يجرى له عملية جراحية، قال وقد شفى الله على يديه أمراضا 

منذرة بالخطر38.

37 ـ راجع الرحلة بتحقيق ذ/ محمد فال بن شماد/ المدرسة العليا للأساتذة.

8ـ التصوف والأخلاق:

لا خفاء أنه كان من أكابر المشائخ المرشدين الدالين على الله بحالهم ومقالهم 

ومن عقلاء الرجال موصوفا بالحصانة والرزانة متحليا بالوقار كثير الصمت 

حليما صبورا ينطق بالحكمة في شعره ونثره ويزن الأشياء بعقله، ويقدر الأمور 

بعواقبها نير البصيرة صادق الفراسة، يحب معالي الأمور ويكره سفا سفها، 

وهو الذي يقول في شعره:

ولم يك في غير المهم بلافظ 

ومنظومه في العلم أو في المواعظ 

فطوبي لمن صان اللسان عن الخنى 

فذو الشيب ذكر الله نثر كلامه 

لا يمضى له وقت في غير طاعة أو عمل من أعمال البرفوقته كله ما بين 

مطالعة وتقييد وإرشاد ضال وتعليم جاهل ومعالجة مريض، كثير التلاوة لكتاب 

الله عزوجل يخفي أعمال البرغاية الإخفاء فلا يقدر أحد أن يضبط عبادته لشدة 

إخفائه لها يكره التكلف ويقول: التصوف كله في ترك الفضول. وقد أخذ على 

نفسه بالجد وربى عليه تلامذته لا يصحبه أحد إلا تبينت ذلك في سلوكه وأخلاقه 

كثير الحض في شعره ونثره على الورع وتصفية الأعمال والصدق وإخلاص 

الوجهة والقصد لله تعالى كما في قوله في نظم آداب السلوك:

بغير ما تقول لاتشتغل 

ها لأمير بئسما قد أسدى 

إن الحضور هو روح العمل 

جارية ميتة من أهدا

لا سيما فاتحة فيها أجهدى 

وفي الحضور في الصلاة اجتهدى 

38 ـ الوسيط ص 516.

كما نراه في هذا النظم يحث المريدين على ربط القلب بمحبة الله ورسوله صلى 

الله عليه وسلم ويبين لهم أنها توصل إلى أعلا المقامات وهو صحبة الرسول 

صلى الله عليه وسلم في الجنة كما في الحديث "المرأ مع من أحب" ويقول في 

ذلك: 

قدر المحبة يكون النفع وقد يجيء إثر خفض رفع 

وقد حكم محمد فال بن بابه السنة النبوية على نفسه وجعلها قسطاسا وميزانا 

لجميع أعماله، شديد الورع والاحتياط في دينه ومعاملاته كلها، وتحكى عنه 

حكايات في ذلك كثيرة، كلف باتباع السلف الصالح وأهل الصدر الأول من 

الصحابة والتابعين، يحب السير بسيرهم والتخلق بأخلاقهم ويربي مريديه 

بالحكايات عنهم ومن مأثور كلامه قوله ثلاثة أصناف من الخلق على خطر 

عظيم وهم المشائخ والمفتون والأطباء. مؤدب العبارة ينتقي الألفاظ انتقاء حتى 

في مخاطباته العادية وكلامه مع الناس، ويقول: لا توجد عبارة نابية إلا وفي 

مقابلتها أخرى مهذبة تؤدى معناها وتقوم مقامها، ينصح المشتغلين بالعلم بالتأدب 

بآدابه والتباعد عن الأخلاق والعوائد المذمومة ويرى أن ذلك أفضل معين 

لطالب العلم على ما هو بصدده، لا تجد في شعره ولا في رسائله بسطا مستغني 

عنه ولا فضولا في التعبير، ومن كلامه: لا ينبغي للعاقل أن يتكلم بكلمه إلا إذا 

رجا منها حسنة لمعاده ودرهما لمعاشه. ومن أراد أن يقف على المزيد من هذا 

المعنى فليراجع نظمه لآداب السلوك وكذا ديوانه فسيجد من الحكم الصادقة ومن 

الوعظ والإرشاد والنصائح الثمينة التي لا عهد للناس بأمثالها.

ثناء العلماء عليه:

قال فيه القاضي السالك بن بابه39 "لقد جمع محمد فال من فنون العلم ما لم 

يجمعه غيره فهو عربي فقيه نحوي أصولي".

39 ـ العلامة القاضي السالك بن بابه بن احمد بيبه توفي سنة 1333 هـ.

ويقول فيه العلامة محمد المختار بن أحمد فال "لولا اشتغال محمد فال بالتصوف 

لكان من امثال القاضي عياض".

وألف القاضي النوازلي محمد عبد الرحمن بن السالك كتابا في مناقبه سماه 

ترصيع اللآل في مناقب سيدي محمد فال.

آثاره:

يمكن أن نقسم آثار محمد فال بن باب التي ترك إلى صنفين: 

أولا: علم بثه في صدور الرجال: فقد تخرج على يديه رجال كانوا نوابغ 

في زمانهم، بثوا علمه ونفع الله بهم العباد بعده. 

1. العلامة الأصولي محمد الأمين بن حرمه صاحب رائية الأصول 

السالف الذكر ت1353هـ 

2. العلامة المحدث أحمدو بن دهاه 

ت1361 هـ 

3. العلامة القاضي والمفتى النوازلي محمد عبد الرحمن بن السالك 

ت 1398 هـ 

4. العلامة محمد بن الداه 

ت 1374 هـ 

5. العلامة محمد عالي بن فتي 

ت 1394 هـ 

6. العلامة الشيخ محمد عبد الرحمن بن أبي بكر بن فتي 

ت 1364 هـ 

7. العلامة محمد عالي بن عدود 

ت 1401 هـ 

8. الفقيه أحمد بن محمد فال بن بابه الذي عثرنا له على رسالة وجهها 

إلى والده يذكر له فيها أن معه طلبة يدرسون عليه نظم محنض بابه بن اعبيد 

في الأصول. 

وقد تخرج عليه غير هؤلاء. 

ثانيا: مؤلفاته:

رغم إنشغالاته بنشر العلم ومداواة ذوي العاهات وأصحاب العلل، وتربية 

المريدين الواردين إلى حضرته، استطاع محمد فال أن يترك للأمة الإسلامية 

مؤلفات ذات قيمة في فنون مختلفة وهي على النحو التالي: 

1. في الأصول: 

ـ شرح مرتقي الوصول إلى علم الأصول لأبي  بكر محمد بن عاصم 

وهو الذي سنتناول بالدراسة إن شاء الله. 

ـ شرح باب القياس من كتاب مراقي السعود لسيدي عبد الله بن الحاج 

إبراهيم 

ـ تأليف في العرف والعادة 

ـ رسالة في الفرق بين العالم والمجتهد والعامي.

2. علم الكلام: 

ـ له رسائل وأنظام في مسائله. 

4ـ الفقه: 

ـ شرح البيوع من مختصر الشيخ خليل 

ـ نظم في الموات وشرحه 

ـ السيف المسلول في المبادلة بالمكيال المجهول 

ـ فتاوي في مواضع متفرقة 

ـ أنظام فقهية في مسائل متنوعة.

4ـفي التاريخ: 

ـ كتاب التكملة في تاريخ إمارتي لبراكنه واترارزة 

ـ رحلة إلى الحج

5ـ في التصوف:

ـ نظم في آداب السلوك 

ـ رسالة وجهها إلى العلامة حامد بن محنض بابه يوضح له فيها بعض 

المسائل التي انتقدت على الطريقة التجانية. 

ـ رسائل في الإرشاد والتربية 

6ـ في التصريف: 

ـ نظم في الأفعال المشتهرة بالضم والكسر 

7ـ في الأدب: 

ـ ديوان شعري 

وقد دعى باب بن الشيخ سيديا صاحب الترجمة إلى الإنضمام لمجلسه القضائي 

الذي شكله من أجل التعقيب على أحكام قاضي أبي تلميت آنذاك.

ولئن كان قد أجاب دعوته وتعرض لبعض أحكام القاضي بالتعقيب، فإنه لم يلبث 

أن اعتزل ذلك المجلس لأسباب من أهمها تدخل الحاكم الفرنسي فيما كان يصدر 

من أحكام عن هذا المجلس، بالإضافة إلى عامل صحي إذ لم يمكث بعد ذلك إلا 

يسيرا حتى انتقل إلى جوار ربه سنة 1349هـ ودفن في مقبرة لميلحه40.

40 ـ راجع ترجمته في الكتب التالية: 

1ـ ترصيع اللآل في مناقب سيدي محمد قال للعلامة محمد عبد الرحمن بن السالك مخطوط مكتبة 

أهل أباه النباغية.

2ـ  مقدمة تحقيق الأستاذ السيد بن أحمد لديوان صاحب الترجمة المدرسة العليا للأساتذة.

3ـ مقدمة تحقيق شرح مرتقي الوصول لصاحب الترجمة للأستاذين محمد سعيد بن بدي وعبد الله بن 

اسلمو.

4ـ مكانة أصول الفقه في الثقلفة المحظرية ص196إلى 200.

5ـتراجم المجموعة الكبرى الشامللة ...مصدر سابق