سيدي محمذن بن ببان العلوي التجاني

ثلاثاء, 08/25/2015 - 13:01

بسم الله الرحمن الرحيم

سيدي محمذن بن ببان العلوي التجاني

هو العلامة الأبر الناسك الزاهد العابد المقبل على عبادة ربه المعرض عما سواه ، كان فقيها ضليعا وصالحا مجاب الدعوة اشتهر برؤيته اليقظية للنبي صلى الله عليه وسلم بحيث كان يجتمع به كل ليلة جمعة ويقال إن يده اليمنى أطول من يده اليسرى لكثرة ما صافح بها النبي صلى الله عليه وسلم ، وكنت قد رأيت عند شيخنا أباه أطال الله بقائه رسالة بخطه كان قد كتبها ليرسلها مع بعض حجاج قبيلته لتقرئ عند القبر الشريف بالمدينة المنورة ،وقد اشتملت على بعض المطالب أذكر منها أنه يطلب منه صلى الله عليه وسلم أن حمل زوجته يكون ذكرا صالحا ولعله صار ولده المختار الذي لا نظير له في الزهد والصلاح والإقبال على الله تعالى وهو من كبار الأولياء الدالين المرشدين ومن أهل الهمم النافذة .

وقد خلفه سيدي مولود فال رضي الله عنه لتربية المريدين بعده وقال له:" افعل ما كنت أنا أفعله" فتصدر للمشيخة وانتفع  به الناس انتفاعا كثيرا .

ولما قدم الشيخ محمد الحافظ رضي الله عنه من المغرب بالطريقة التجانية وكان الشيخ التجاني رضي الله عنه قد أوصاه بقوله :"لا تظهر بنفسك حتي يكون الله هو الذي يظهرك" مكث هنا سنة كاملة يقرئ العلم للطلبة ولا يذكر الطريقة لأحد عملا بوصية الشيخ رضي الله عنه.فبينما هو ذات يوم  معه طائفة من تلامذته الذين يقرؤون عليه إذ قال له قائل ك هذا فلان قادم يعنون محمذن بن ببان فقال لهم : سبحان الله  ووقف للسلام عليه فسلم عليه ورحب به وأراد أن يقعده معه على سريره فامتنع من ذلك وجلس بين يديه وقال له : أنا أتيتك بإذن لتعطيني الأمانة التى جئت بها من التل . فقال له الشيخ محمد الحافظ رضي الله عنه :وأي أمانة أتيت بها إنما أتيت ببعض الكتب إن كان لك غرض في بعضها وهبته لك فقال إنما أتيتك لتعطيني الطريقة التجانية التي أتيت بالإذن فيها ، فلقنها له عند ذلك ، فقام أهل المجلس كلهم يطلبها ثم تراسل ذلك وتواصل حتى دخل الناس فيها أفواجا وسمعت شيخنا محمد عبد الرحمن بن السالك رضي الله عنه يقول : أنه يقال إن محمذن كان قد أوصى الشيخ محمد الحافظ عند ما هم بالسفر للحج  وقال له ائتنا بطريقة نأخذها عنك أو كلاما هذا معناه .

 ومحمذن المذكور ويوسف بن المختار معاصران لحرم بن عبد الجليل، وهما فقيهان مدرسان وقد احتج بهما العلامة اجدود ابن اكتوشني العلوي في خلافه مع باب بن أحمد  بيب في مسح العضو المألوم فقال في قصيدته التي يرد بها عليه:

عهدي بيوسف ليس المسح شرعته          ونجل بابان لم يمسح وما أثما

كما احتج بهما باب أيضا في منظومته في المسح . وقد وقفت على رسالة في نازلة الحُبس التي وقعت بين حرم بن عبد الجليل وباب بن أحمد بيب ومحنض باب بن أعبيد ، وهي نازلة عظيمة اختلفت بها أنظار العلماء وقد كتب فيها محمذن رسالة وقفت عليها يؤيد فيها وجهة نظر باب وجماعته.

 وكانت بينه مع حرم بن عبد الجليل أخوة قوية في الله تعالى أن أولهم موتا يصلي عليه صاحبه ويوصي بأن يدفن معه فأراد الله أن حرم توفي ليلا وكان محمذن غائب فلم  يفجأ الناس مع صباح الليلة التي توفي في آخرها حرم إلا خباء محمذن بن ببان مضروب أمام خيمة حرمة فعلموا أنه كشف بأمره فدخل عليه وتولى تجهيزه وأوصى أن يدفن إلى جانبه ، فتوفي بعده بسنة ونقل إليه حتى دفن معه . وقد توفي رضي الله عنه سنة 1244هـ