العاهل المغربي يرعى ملتقى دوليا لمنتسبي الطريقة التيجانية

ثلاثاء, 08/25/2015 - 15:40

انطلقت صباح اليوم الأربعاء بمدينة فاس المغربية، فعاليات المؤتمر الدولي الثالث للطريقة التيجانية الذي تنظمه مشيخة الطريقة التيجانية بالزاوية الكبرى بفاس، بحضور مئات المشايخ ومنتسبي الطريقة القادمين من 47 بلداً في العالم. 

ولدى افتتاحه الملتقى ألقى وزير الأوقاف المغربي أحمد توفيق، رسالة وجهها العاهل المغربي محمد السادس إلى أتباع الطريقة التيجانية في العالم، أكد فيها أهمية التصوف بوصفه ينتهج الإسلام الوسطي الذي يعد صمام أمان في مواجهة الأفكار المتطرفة والإرهاب. 

وأشاد الملك محمد السادس في رسالته بما أدته "الطريقة التيجانية في ربوع أفريقيا جنوب الصحراء والساحل الغربي وامتداد الآفاق مشرقا ومغرباً، من دور كبير في نشر الإسلام وتصحيح عقيدته والدعوة إلى مكارم الأخلاق". 

وأشار إلى "ما كان لأتباعها (الطريقة التيجانية) من حرص صالح على انتشال الآلاف المؤلفة من الأفارقة من أضاليل الوثنية والشرك بالله ومقاومة الاستعمار"، مؤكداً أن "الطريقة قامت برسالتها المضيئة وتربيتها القويمة في جعل الإسلام منهجا للاستقامة والصلاح والمحبة والإخاء"، وفق تعبيره. 

ودعا العاهل المغربي الطريقة التيجانية إلى "النهوض برسالتها في هذه الظرفية التاريخية بالنسبة للمجتمعات الإسلامية التي هي أحوج ما تكون لمساهمة جميع الفعالين من علماء وفقهاء وصوفية لرفع تحدي التطرف الأعمى ونزعات الانفصال والانقسام". 

واعتبر الملك محمد السادس أن "هذا المطلب الملح لا يمكن أن يتحقق إلا بالتعبئة الجماعية لكافة الدعاة إلى الإسلام الوسطي ومنهجه السني في ديار الإسلام لسد الطريق أمام دعاة التطرف والإرهاب والتجزئة والانقسام والمذاهب الضالة"، مشيراً إلى أنه "لا شك في أن الزوايا التيجانية بكافة أتباعها مدعوة إلى تفعيل منهجها القويم على ما هو معهود في أتباعها من التزام بالسنة المحمدية"، وفق تعبيره. 

من جهته قال الشيخ محمد الكبير التجاني، شيخ الطريقة التيجانية، إن الوقت قد حان كي يؤدي التصوف عامة والطريقة التيجانية بشكل خاص ما هو مطلوب منها في مواجهات التحديات التي تعيشها الأمة الإسلامية، وقال مخاطباً مشايخ الطريقة: "أنتم تعلمون أن العالم صار يعج بالأفكار المنحرفة والآراء المتطرفات والسلوكات الشاذة والمذاهب الضالة والمعتقدات الفاسدة وقد آن للطريقة التيجانية أن تبزغ"، وفق تعبيره. 

تتواصل فعاليات الملتقى الدولي الثالث للطريقة التيجانية على مدى ثلاثة أيام، حيث سيشهد تنظيم ورشات نقاش ما بين مشايخ الطريقة لمناقشة المنهج التربوي للطريقة وآليات تفعيله، وذلك بحضور مشاركين من 47 دولة من مختلف قارات العالم، تتقدمها موريتانيا والسنغال والسودان ومالي. 

يسعى المشاركون في الملتقى الدولي الثالث من نوعه، إلى إعداد خطة جديدة لطريقتهم الصوفية الممتدة عبر العديد من بلدان العالم، ترتكز أساسا على وضع برنامج تربوي وتعليمي واجتماعي تعتمده جميع الزوايا التيجانية عبر العالم. 

وسبق للملتقى أن نظم مرتين (2007 و2009)، وتتزامن نسخته الثالثة هذا العام مع مرور قرنين على وفاة مؤسس الطريقة التيجانية الشيخ أحمد التيجاني، الذي ولد بعين ماضي في الجزائر، وتلقى تعليمه وتوفي بمدينة فاس المغربية.